جناح إستونيا في إكسبو 2020 يبرز تجربة فريدة للرقمنة على مستوى العالم

قدمت إستونيا، وهي واحدة من أوائل الدول التي استخدمت نظام الحوكمة الإلكترونية وأول دولة يجرى التصويت فيها عبر الإنترنت، لمحة عن رحلتها الرائدة عالميا نحو الرقمنة في حلقة نقاش أقيمت، أمس، بجناحها في إكسبو 2020 دبي.

وسلّط المتحدثون في حلقة النقاش، التي حملت عنوان “تأثير جهود الرقمنة الحكومية على ديناميكيات الشراكة بين القطاعين العام والخاص”، الضوء على كيفية تسخير الدولة الواقعة في شمال أوروبا، والتي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة فقط، لخبرات القطاع الخاص للارتقاء إلى المرتبة الأولى عالميا في الخدمات الرقمية المتصلة بسلاسة. ويوجد في إستونيا أكبر عدد من شركات ال”يونيكورن”، وهي الشركات الناشئة التي تزيد قيمتها عن مليار دولار أمريكي، بالنسبة لعدد سكانها.

وقال أرتور أسور، شريك ومدير المنتجات، في الشرق الأوسط وأفريقيا، في شركة التحول الرقمي “نورتال”: “قبل ثلاثين عاما، كان علينا أن نبدأ من الصفر لبناء إستونيا، حيث لم تكن لدينا موارد طبيعية، وتعلمنا أن نفعل المزيد بموارد أقل. لذلك لجأنا إلى التكنولوجيا لجعل عملياتنا أكثر كفاءة. ونظرا لاختلاف الأوضاع في بلدنا، سلكنا طريقا مختلفا عن الدول الأخرى. ولذلك، بنينا الدولة الرقمية بأنفسنا”.

وأضاف: “تجمع إستونيا الرقمية بين القطاعين العام والخاص لتوفير تجربة رقمية موحدة. ويتوقع مواطنونا المزيد من الرقمنة، سواء كان ذلك لتذكيرهم بأن رخصة القيادة الخاصة بهم على وشك الانتهاء، أو تسجيل الأطفال حديثي الولادة في النظام الحكومي”.

وإذ تقدم إستونيا كل شيء بدءا من الإقرارات الضريبية الإلكترونية مرورا بإجراء الانتخابات عبر الإنترنت وصولا إلى التسجيل العاجل للأعمال عبر الأجهزة المحمولة، فإنها قد تبوأت مكانة ضمن مصاف المجتمع الرقمي. وقد جرى تأسيس 98 في المائة من الشركات عبر الإنترنت، فيما يجري تقديم 96 في المائة من الإقرارات الضريبية الإلكترونية، وفقًا للبيانات الرسمية.

وقال أسور إن إستونيا استهلت رحلتها التحويلية بإطلاق الإقامة الإلكترونية، وهي هوية رقمية صادرة عن الحكومة وحالتها التي توفر وصولا إلى بيئة الأعمال الرقمية الشفافة في البلاد. وتسمح لروّاد الأعمال بإدارة الأعمال من أي مكان عبر الإنترنت. وقد جري في إستونيا تأسيس عددا كبيرا من شركات التقنية المشهورة عالميا على غرار سكايب.

ويروي لنا جناح إستونيا في إكسبو 2020 دبي قصة تحوله الإلكتروني. وبالنظر إلى واجهته الزرقاء اللامعة وتصميمه المضيء المُستوحى من الدوائر التي تشغله، يُشارك الجناح الابتكارات الرقمية للدول الواقعة في منطقة بحر البلطيق. ويمكن للزوار التجول ضمن فصل دراسي إلكتروني نموذجي مستقبلي والسير تحت “سحابات” البيانات المضيئة التي تعتمد على البنية التحتية عبر الإنترنت عبر نظام “إكس-رود” للدولة.