
يُسلط المجمّع الثقافي، التابع لدائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، الضوء على المواهب المحلية، من خلال معرض “ميثاء عبدالله: بين التبلور والواقع”، المعرض الفردي المتواصل للفنانة الإماراتية ميثاء عبدالله متعددة التخصصات. حيث يدعو المعرض الذي يستمر حتى 30 أغسطس 2025، زواره إلى تجربة عالم يمتزج فيه الخيال بالواقع، وتتغير فيه الهوية باستمرار، ويتخذ فيه السرد القصصي طابعًا شخصيًا عميقًا.
وعبر مزيج آسر من الرسم والنحت، تستكشف ميثاء عبدالله العمق الفني في الفلكلور، والأسطورة، وعلم النفس، والبُنى الاجتماعية، لتبدع أعمالًا تتنقل بين التجريد والتجسيد، ليسلط المعرض الضوء على قوة وقدرة الفن على إثارة وتوليد الحوار، وإلهام التأمل الذاتي، وتوطيد الروابط الثقافية داخل المجتمع.
وفي أعمالها الفنية، تمزج ميثاء عبدالله بين مختلف التخصصات، وتدمج أعمالها بسلاسة بين الفيلم، والتصوير الفوتوغرافي، والنحت، والرسم، والأداء. وتستلهم ممارساتها الفنية أيضًا من الطابع الأدائي للمسرح، مستخدمةً طبيعته المُركّبة لاستكشاف مواضيع الفولكلور والتكيف الاجتماعي. وغالبًا ما تُصوّر الفنانة الإماراتية أعمالها في شخصياتٍ محصورة داخل مساحات منزلية ضيقة كاشفًة عن ضعفها وتأرجحها في سعيها من أجل استكشاف الذات. كما أن عمليتها الإبداعية تتحول إلى أداء بحد ذاته، حيث تطبق على أعمالها الفنية طبقات كثيفة من الطلاء بأطراف أصابعها، وترسم هيئتها وتحددها بالفحم، مما يجعل أسلوبها ملموسًا بقدر ما هو مفاهيمي.
وبالإضافة إلى ذلك، تتعمق أعمال “عبدالله” في استكشاف البُنى الاجتماعية والذكريات والخيالات من خلال منظور موضوعي وشخصي. وتتخلل أعمالها الدراما والحزن والتأمل، فتدعو المشاهدين إلى تجربة عالم من المشاعر المتغيرة والحقائق المجزأة. ومن خلال طبقات متعددة من القوام والتقنيات التعبيرية، تدمج “عبدالله” نفسها في فنها، حيث تعكس كل ضربة فرشاة وحركة، حضورها، جاعلةً من إبداعها “أداءً فنيًا بحد ذاته”.
وستُقام جلسة حوار فني (باللغة الإنجليزية) بمشاركة ميثاء عبدالله، تُدريها القيّمة الفنية منيرة الصايغ (مؤسِسة منصة دروازة التجريبية للفنون) في 28 مايو 2025، من الساعة 6:30 حتى 8:00 مساءً. حيث من المقرر أن تستكشف “عبدالله” عبر أعمالها الفنية المتنوعة التي تشمل، الأداء والنحت والرسم والفيديو، مواضيع جوهرية كالولادة والموت والشعور بالذنب والتحول، لتدمج بذلك الحدود الفاصلة بين الذاكرة والأسطورة. كما سيتم خلال الجلسة تناول رحلة مسيرتها الفنية من خلال هذه الأفكار القوية التي تُقدمها، مع تسليط الضوء على رؤاها المتمثلة في تجربتها الأخيرة خلال إقامتها الفنية في المجمّع الثقافي. وسيُركز الحوار الفني الدقيق أيضًا على التوترات بين الظهور والهشاشة، والعلاقة بين اللغة والشكل المادي، ودور الطقوس في الإبداع.

لمحة نبذة عن المجمع الثقافي:
بتوجيهات من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، افتُتح المجمّع الثقافي في عام 1981 ليكون أول مركز مجتمعي في دولة الإمارات العربية المتحدة تناط به مسؤولية تعزيز وتنمية الوعي الثقافي والاجتماعي لدى جميع مواطني الدولة الناشئة حديثاً. يقع مبنى المجمّع الثقافي مقابل قصر الحصن التاريخي، ويمثل رؤية جديدة لدور الثقافة في الدولة، حيث يحتوي على أول مكتبة وطنية ومسرحاً وقاعة عرض. خضع المجمّع الثقافي في الفترة من 2009 إلى 2018 لمشروع شامل للصيانة وإعادة تأهيل المبنى، كما أجريت بعض التعديلات عليه لاستضافة مجموعة من البرامج والأنشطة الثقافية المتنوعة. أعيد افتتاح المبنى مجدداً في ديسمبر 2018.
يقدم المجمّع الثقافي برنامجاً للفنون البصرية المعاصرة يضم المعارض والورشات والفعاليات العامة. ويقدم برنامجاً حافلاً من الفنون الأدائية المعاصرة والمحلية والعالمية، وذلك في مسرحه والذي يتسع لـ 900 شخص. كما تحولت المكتبة الى مكتبة أبوظبي للأطفال ممتدة على ثلاثة طوابق تنقسم إلى عدّة مساحات اجتماعية تناسب الاطفال والعائلات. وهي بمثابة منارة تعليمية بارزةً عبر برامج وورش فنية تحفز مسيرة الإبداع ومهارات التعلم الحيوية.
لمحة حول دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي:
تتولى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي قيادة النمو المستدام لقطاعي الثقافة والسياحة في أبوظبي، وتغذي تقدم العاصمة الاقتصادي، وتساعدها على تحقيق طموحاتها وريادتها عالمياً بشكل أوسع. ومن خلال التعاون مع المؤسسات التي ترسخ مكانة أبوظبي كوجهة أولى رائدة؛ تسعى الدائرة إلى توحيد منظومة العمل في القطاع حول رؤية مشتركة لإمكانات الإمارة، وتنسيق الجهود وفرص الاستثمار، وتقديم حلول مبتكرة، وتوظيف أفضل الأدوات والسياسات والأنظمة لدعم قطاعات الثقافة والسياحة والصناعات الإبداعية.
وتتمحور رؤية دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي حول تراث الإمارة، ومجتمعها، ومعالمها الطبيعية. وهي تعمل على ترسيخ مكانة الإمارة كوجهة للأصالة والابتكار والتجارب المتميزة متمثلة بتقاليد الضيافة الحية، والمبادرات الرائدة، والفكر الإبداعي.