الإمارات تتبوأ موقعًا بارزًا في صناعة مواد البناء ثلاثية الأبعاد على الساحة العالمية

 مقال صحفي بقلم السيد بدر راشد البلوشي، رئيس مجلس إدارة 3DXB GROUP

دبي، الإمارات العربية المتحدة،29نوفمبر 2023: رسخّت دولة الإمارات العربية المتحدة موقعاً عالمياً ريادياً في مجال الابتكار والصناعة. وبعد تألقها في مجال تصدير الأدوية الصيدلانية والريادة في صناعة السيراميك وقيادتها في منتجات البتروكيماويات، فإنها اليوم تنطلق في رحلة مذهلة – رحلة ستكتب لها وزن بارز على خريطة التفوق العالمي في صناعة الطباعة ثلاثية الأبعاد الخاصة بالأبنية.

هذه الرحلة تمثل جهدًا مميزًا يهدف إلى تحوّل صناعة البناء على الساحة العالمية خلال العقد المقبل، ذلك يأتي تنفيذًا للمرسوم رقم (24) الصادر في دبي عام 2021، والذي يهدف إلى تنظيم استخدام تقنية التصنيع الثلاثي الأبعاد في قطاع البناء. وهذا المرسوم يعزز الهدف الاستراتيجي للإمارة في ضمان أن 25% من مبانيها ستتم إنشاؤها باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بحلول عام 2030.

ندرة عالمية: تتزايد الحاجة عالمياً وبشكل متصاعد إلى الابتكار في قطاع البناء ثلاثي الأبعاد. إذ غالبا ما تكون طرق البناء التقليدية مكلفة من حيث استهلاك الموارد والوقت، ومحدودة من حيث احتماليات التصميم. ومع نمو التمدن وارتفاع الطلب على البنية التحتية، هناك حاجة ملحة لمواد قادرة على أن تحدث ثورة في عملية البناء. ومن هنا تأتي “حلول البناء ثلاثية الأبعاد” لتلعب دورًا بارزًا.

بالرغم من أن العالم يشهد نقصًا في الشركات المتخصصة في هذه المواد، فإن الطلب على مواد البناء ثلاثي الأبعاد قد ارتفع بشكل كبير وذلك رغبة في حلول بناء مستدامة وفعالة من حيث التكلفة والمرونة. ويتجاوز هذا الطلب المتزايد بكثير القدرة المتاحة، مما يشكل تحديًا عالميًا بالنقص في هذه المواد.

تصور مستقبل مواد البناء: إن تطوير مواد البناء ثلاثية الأبعاد ليس مجرد مسألة مزج المكونات. هذه المواد يجب أن تتوافق مع معايير صارمة ومتعددة. كما أنها يجب أن تكون قوية بما يكفي لتحمل ودعم الهياكل على مر الزمن. وفي الوقت نفسه، يجب أن تكون متوافقة مع متطلبات تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد الدقيقة، التي تتضمن الترسيب الدقيق طبقة بعد طبقة. وليس ذلك فقط، بل يجب أيضًا على هذه المواد أن تتحمل العوامل البيئية مثل التقلبات في درجات الحرارة والرطوبة والتعرض لظروف الطبيعة. تلك المتطلبات تتطلب مزيجًا معقدًا من علم المواد والتخصص الهندسي والدافع المستمر نحو الابتكار.

الريادة العالمية: في دولة الإمارات، يشهد القطاع تقدمًا ملحوظًا في مجال مكونات البناء ثلاثية الأبعاد. وقد قامت الدولة بالاستثمار في مرافق بحثية متقدمة حيث يتجمع خبراء من مختلف التخصصات لاستكشاف العالم الدقيق للمواد. ويقوم هؤلاء الباحثون بتحليل واختبار المواد بدقة على المستوى الذري والجزيئي. كما يسعى هؤلاء المبتكرون إلى العثور على مزيج مثالي من المواد الذي يوفر توازنًا مثاليًا بين القوة والمرونة والقدرة على التكيّف.

وبالإضافة إلى ذلك، كرّست دولة الإمارات عام 2023 للاستدامة. ويهدف “عام الاستدامة” إلى إبراز الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات في تعزيز العمل الجماعي الدولي لمعالجة تحديات الاستدامة ودورها في البحث عن حلول مبتكرة يستفيد منها الجميع.  وهذا يعني أن الدولة تسعى إلى تطوير منتجات تكون صديقة للبيئة وتكون كفوءة من حيث استخدام الموارد وتوفير التخلص من الفاقد اضافة الى انتاج مواد البناء التي تتمتع بخصائص هيكلية.

نداء عالمي: صعود الإمارات إلى القمة العالمية في مجال مواد االطباعة ثلاثية الأبعاد ليس مسارًا فرديًا. إنها دعوة موجهة للرواد والباحثين والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم. إنها دعوة موجهة لأولئك الذين يشتركون في شغفهم بتكنولوجيا الريادة ويدركون إمكانيات التعاون العالمي الضخمة. إنها باب مفتوح للتعاون والمشاركة وصياغة مستقبل يكون فيه البناء عملية فعالة و تجربة رؤيوية أيضًا. إن التحديات تتجاوز الحدود الجغرافية، والحلول تتطلب تضافر الجهود والإبداع.

ختاماً، في العقد القادم، سيكون صعود الإمارات كقوة عالمية في مجال مواد البناء ثلاثية الأبعاد نتيجة طبيعية للجهود التي تبذل حالياً على صعيد القطاعين العام والخاص. وإننا نواجه التحديات بإصرار وتعاون وتفاؤل دائم. وبينما ننطلق في هذا المسار، لا نكتفي بإعادة تشكيل مستقبل البناء للمنطقة فقط، بل نعمل على تصميم مستقبل البناء للعالم بأسره.