برنامج “نجوم العلوم”،في موسمه الخامس عشر، يفتح باب التصويت أمام الجمهور لاختيار أفضل مخترع في العالم العربي

الدوحة، قطر —

بعد رحلة مذهلة استمرت لمدة 12 أسبوعًا، يتجه المخترعون الثلاثة المتأهلون في الموسم الخامس عشر من برنامج “نجوم العلوم” لمرحلة التصفيات النهائية، ليتم اختيار اثنين منهم فقط لتقاسم الجائزة الكبرى. وبعد ثلاث جولات إقصائية، ينتظر المتأهلون اللحظة الحاسمة في نهائيات البرنامج، حيث سيتم اختيار الفائزين بالمركزين الأول والثاني، وذلك بناءً على تصويت الجمهور عبر الإنترنت وتصويت لجنة التحكيم.

برنامج “نجوم العلوم”،في موسمه الخامس عشر، يفتح باب التصويت أمام الجمهور لاختيار أفضل مخترع في العالم العربي

وقد تميز الموسم الخامس عشر من “نجوم العلوم”، البرنامج الرائد من مؤسسة قطر الذي يهدف إلى تشجيع الابتكار العلمي وريادة الأعمال في العالم العربي، بتقديم مجموعة متنوعة من الأجهزة والروبوتات الذكية، التي من شأنها أن تضطلع بدور كبير في تعزيز مستويات السلامة وجودة الحياة في مجتمعاتنا.

وقدم المهندس المصري علي مجدي محمد اختراعًا مذهلاً، يتمثل في مسيّرة بحرية، بهدف رفع مستويات الأمان في البحر وتسريع عمليات الإنقاذ على الشواطئ. وتدمج المسيّرة البحرية اتصال إنترنت الأشياء، والكاميرات، ونظام تحديد المواقع، والنظام العالمي لاتصالات الهواتف المحمولة، وتقنية استشعار الليدار (Lidar) لتحديد المدى عن طريق الضوء أو الليزر وتجنب العوائق، وأجهزة مراقبة الإشارات الصحية، لتكون أداة لمساعدة الإنسان في عمليات الإنقاذ.

وحول رحلته في تطوير اختراعه، قال علي: “خلال نشأتي في مصر، كنت مدركًا لمخاطر البحر على اعتبار أني شهدت حوادث غرق مؤسفة. وبما أن السياحة هي عماد الاقتصاد المصري، كانت لديّ رغبة قوية في إيجاد حلّ يجعل من شواطئنا أكثر أمانًا. أسعى حاليًا لتطوير منتج قابل للاستخدام بالحدّ الأدنى، لأتمكن من المساعدة في إنقاذ الأرواح والبيئة ليس فقط في بلدي مصر، ولكن حول العالم”.

أما المخترع الأصغر المتأهل للنهائيات فهو الشاب السعودي محمد عباس البومجداد، المتخصص في هندسة الميكانيك، فقد كرّس نفسه للعمل على تخفيف المخاطر في مواقع البناء، واخترع الروبوت المتسلق لمراقبة المباني العمودية الضخمة. جاء تصميم هذا الروبوت ثمرة تعبٍ استمر لعامين، بذل خلالهما محمد الكثير من الوقت والجهد للخروج بهذا الاختراع الذي يستخدم لأغراض متنوعة، بما في ذلك فحص السدود والمباني الشاهقة وكذلك الجسور بحثًا عن الشقوق، ويمكن أن يستخدم أيضًا لأغراض التنظيف وغيرها في المناطق الخطرة أو التي يصعب الوصول إليها.

وقال محمد: “أنا فخور للغاية لكوني أمثل بلدي السعودية في برنامج “نجوم العلوم”؛ فالمملكة تحتضن العديد من المواهب الاستثنائية، وأتمنى من كلّ قلبي أن تصبح مركزًا محوريًا لعلوم الروبوتات على مستوى المنطقة”.

من جهته، يسعى المتسابق المتأهل للنهائيات، وهو المهندس السوري عبدالله الحاج سليمان، المتخصص في العلوم البيولوجية، للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة حمد بن خليفة في قطر. وعلى الرغم من صغر سنّه، يمتلك عبد الله سجلًا مؤلفًا من ثمانية منشورات بحثية في مجلات علمية مشهورة. ولدت فكرة الاختراع أثناء عمل عبد الله كمستشار في صناعة الألبان، ما أتاح له استكشاف إمكانات إنتاج خميرة مقاومة للإيثانول مع القدرة على تخمير اللاكتوز في مصل اللبن، والذي عادة ما يتم رميه في البحر، مع ما يشكل ذلك من تهديد للأحياء البحرية.

وأعرب عبدالله عن سعادته لوصوله إلى التصفيات النهائية قائلًا: “خلال نشأتي كنت أشاهد برنامج “نجوم العلوم” وأحلم بالانضمام إليه – وهو ما تحقق لي. ومع وصولي إلى التصفيات النهائية، اقتربت أكثر من أي وقت مضى من تحقيق حلمي بإرساء الأمن الميكروبيولوجي في المنطقة من خلال الزراعة المحلية في العالم العربي. وأعتقد أن توفير بديل حيوي للطاقة من خلال تخمير اللاكتوز في مصل اللبن يمكن أن يسهم في سدّ الحاجة الكبيرة لبعض دول المنطقة للكهرباء”.

وسيتم بثّ الحلقة الأخيرة من البرنامج يوم الجمعة 20 أكتوبر على خمس قنوات تلفزيونية وعلى قناة يوتيوب للبرنامج، حيث سيتم تحديد الفائزَيْن بناءً على تصويت لجنة التحكيم وتصويت الجمهور عبر الانترنت.