الموسم الخامس عشر من برنامج “نجوم العلوم” يتناول موضوع بناء مستقبل صديق للبيئة في منطقة الشرق الأوسط

الدوحة، قطر—

تصاعدت وتيرة الحماس في المنافسة مع تقدم ستة مرشحين الى “المرحلة الهندسية”، التي تعتبر المرحلة الأكثر تحدّيًا في برنامج “نجوم العلوم”، حيث سيعمل المتنافسون في هذه المرحلة على تطوير النماذج الأولية التي ابتكروها وتجاوز العقبات والصعوبات، وذلك تحت إشراف مرشدين مختصين.

الموسم الخامس عشر من برنامج “نجوم العلوم” يتناول موضوع بناء مستقبل صديق للبيئة في منطقة الشرق الأوسط

وفي ضوء الإقصاءات الأسبوعية، زادت وتيرة المخاطر، حيث لا يجري سوى اختيار النماذج الأولية الأكثر وظيفية إلى المرحلة التالية – والتي ستصل فيها المنافسة إلى أشدّها لنيل الجائزة الكبرى لهذا البرنامج التلفزيوني الأول في العالم العربي الذي يُعنى بالعلوم والابتكار والهادف إلى تشجيع الشباب على تجسيد أفكارهم الابتكارية على أرض الواقع وتحويلها إلى حلول ملموسة.

وأخذًا بعين الاعتبار حرص الحكومات في العالم بأسره على تسريع عمليات التحول في مجال الطاقة من خلال رسم أهداف للطاقة المتجددة، وتوفير حوافز مالية لإعداد مشاريع الطاقة النظيفة، من المتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مشاريع استثمارية تقدر بحوالي 700 مليار دولار أمريكي في مجال الطاقة المتجددة في الفترة بين 2020 و 2050. في هذا السياق، أظهر المشاركون في الموسم الخامس عشر مهارات هائلة لمعالجة القضايا البيئية الراهنة التي نشهدها في عصرنا، لا سيما من خلال علم الأحياء الدقيقة.

خلال الموسم الحالي، حصلت فكرة المتسابق عبد الله الحاج سليمان، التي تتمثّل في ابتكار خميرة لإنتاج الإيثانول من مصل الألبان، على إعجاب لجنة التحكيم وأعضاء آخرين في مجتمع برنامج “نجوم العلوم”. للإشارة، فإن عبد الله الحاج سليمان، الذي يتابع دراسته حاليًا في برنامج الدكتوراه في جامعة حمد بن خليفة في قطر، استمدّ فكرته من عمله كمستشار في شركة ألبان.

وفي تعليقه عن جوهر فكرة منهجيته، قال عبد الله: “لقد انتابني القلق بسبب مدى ضخامة التخلص من مخلفات اللبن في البحار والمطارح المخصّصة للنفايات من قبل شركات الألبان، مما قد يؤدي إلى تدمير الحياة البحرية. وانطلاقًا من فهم القدرة المتاحة للكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الخمائر التي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إنتاج الإيثانول، نشأت فكرتي والتي من خلالها لا أسعى فقط إلى توسيع صناعة الإيثانول في العالم العربي، بل أيضًا إلى اقتراح فائدته كمصدر بديل للطاقة الصديقة للبيئة.”

شكّل تنوع مصادر الطاقة واستدامتها أبرز الموضوعات التي أثيرت باستمرار طوال مواسم برنامج “نجوم العلوم”، وهو ما يعكس حرص الشباب العرب وإسهامهم في التغيير من أجل بناء مستقبل أخضر. ومن بين قصص خريجي البرنامج التلفزيوني الناجحة، يجدر التطرق إلى قصة محمود الشطل التي شارك بها في الموسم الرابع من البرنامج.

فقد قام محمود ، وهو مهندس كهربائي، باختراع مروحة عمودية لتوليد الطاقة، تحت اسم “رياح-ت”. ويتمثّل هذا الابتكار في تسخير قوة الرياح، حتى قليلة السرعة منها، لمضاعفة كفاءة التوربينات العادية أربع مرات. علاوة على ذلك، لعب محمود دوراً محورياًفي إنشاء “طاقتنا”، المشروع الأردني، الذي يشرف على صناعة منتجات مستدامة، بدءًا من الألواح الشمسية، ووصولًا إلى توربين “رياح” الرائد.

في سياق ذلك، أشاد الدكتور محمد سيف الكواري، المدير والمستشار الهندسي بوزارة البيئة والتغير المناخي في دولة قطر، بعبقرية والتزام المشاركين في برنامج “نجوم العلوم” وحرصهم على بناء مستقبل مستدام في المنطقة. وقال: “في إطار إرساء مشروع تعزيز وتطوير البنية التحتية الخضراء في البلاد، الذي يعتبر واحدة من الركائز الأربع الهامة التي تستند عليها رؤية قطر الوطنية 2030، يعدّ برنامج “نجوم العلوم” مصدر إلهام حقيقي للعقول المبدعة من العالم العربي، حيث تتاح كل الفرص للتعاون والإسهام في إيجاد حلول فعالة من أجل عالم أخضر وأكثر استدامة.”

يُبثّ برنامج “نجوم العلوم” كل يوم جمعة وسبت من 8 سبتمبر إلى 20 أكتوبر 2023، وذلك على خمس قنوات في المنطقة وعبر الإنترنت.