مُسِنّ يبلغ من العمر 70 عاماً يهزم التهاباً خطيراً على الحياة في الدماغ باستخدام أجهزة الإنعاش لمدة 27 يوماً

كان لديه العديد من المضاعفات التي تهدد حياته بما في ذلك النزيف داخل الدماغ، ونوبات الصرع المتكررة، وفيروس الكورونا، والالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ الفيروسي الذي يدمر دماغه.

الشارقة: قام أنيس عباسباي كوتشينوالا، وهو مغترب مسن يبلغ من العمر 70 عاماً في دبي، قام بمعجزة إذ  تحدى الموت وكان مقاتلاً جريئاً، ولم يستسلم على الرغم من بقائه على أجهزة الإنعاش لمدة 27 يوماً وكان يعاني من مضاعفات متعددة تهدد حياته مثل أمراض القلب المزمنة، والكورونا، والنزيف داخل المخ، والالتهاب الرئوي، ونوبات الصرع الشديدة المتكررة، وأسوأ من هذا كله كان التهاب الدماغ الفيروسي، الذي كان يدمر دماغه.

كان شفاؤه يشبه إحدى قصص المعجزات الطبية في الأفلام، إذ قام أنيس من مرضه، مفعماً بالطاقة بعد شهر على أجهزة الإنعاش وخضوعه بعدها لإعادة التأهيل لمدة ثلاثة أشهر تقريباً.

بدأ الأمر بحمى وسعال

قال أنيس: “بدأ كل شيء بحمى وسعال. لقد كانت حمى خفيفة، لذلك حاولنا معالجتها في المنزل، واشترينا مجموعة أدوات منزلية لاختبار الكورونا وعندها أظهر الاختبار إصابتي بالفيروس. كانت صحتي جيدة، لذلك قررنا العزلة في المنزل ومراقبة صحتي بانتظام، واستغرق الأمر بعدها حوالي عشرة أيام حتى تحولت حالتي الصحية إلى حالة سيئة. وبعد أيام قليلة، أصبت أيضاً بحمى شديدة وسعال، وكانت هذه المرة قاسية حيث أصبحت ضعيفاً، ولاحظت عائلتي تلعثمي أثناء الكلام، فهرعت إلى مستشفى أستر ، منخول”

وجد الأطباء في قسم الطوارئ في مستشفى أستر منخول، أن أنيس في حالة حسية متغيرة، وبالنظر إلى كلامه المتداخل كمؤشر، قاموا على الفور بإجراء فحص بالرنين المغناطيسي كشف عن احتشاء حاد في دماغه، وكان بحاجة إلى الدخول إلى العناية المركزة.

وبسبب نقص أسرة العناية المركزة في مستشفى أستر، المنخول، قام الأطباء على الفور بإحالته إلى مستشفى أستر في الشارقة، وتم نقله في سيارة إسعاف.

في وحدة العناية المركزة

وفي مستشفى أستر الشارقة، حضر الدكتور محمد نياز، أخصائي طب الأعصاب، ونقله بسرعة إلى وحدة العناية المركزة.

كان أنيس يعاني من مرض مزمن في القلب وكان قد خضع لعملية جراحية منذ خمس سنوات، كما كان مصاباً بفيروس الكورونا وقت دخوله إلى المستشفى وكان يعاني من صعوبة في التنفس، كما كشف التصوير للمرة الثانية بالرنين المغناطيسي عن نزيف داخل الدماغ. طرحت حالة أنيس تحديات متعددة بسبب أمراضه المزمنة وعمره، وقال الدكتور نياز: “أبلغنا الأسرة عن الحالة وعن عوامل الخطر”.

نوبات الصرع وتلف الدماغ

في اليوم الثالث في وحدة العناية المركزة، أصيب أنيس بنوبات صرع فاشتبه الأطباء في وجود حالة التهاب في الدماغ، وهي عدوى فيروسية تتلف الدماغ، فجمعوا عيناته لتأكيد التشخيص.

وأثناء ذلك، تمكن فريق الرعاية الحرجة بقيادة الدكتور نياز من السيطرة على الوضع وبدأ علاج التهاب الدماغ، ولكن حالته تفاقمت وتعقدت أكثر، حيث انهار جهازه التنفسي. عندئذ قام الأطباء بوضع أنيس على جهاز التنفس الذي كان مصدره الوحيد للهواء.

وأوضح الدكتور نياز بقوله: “على الرغم من هذه التحديات، فإننا لم نفقد الأمل أبداً. لقد تصرفنا باقتناع مطلق بأن وضعه سيتحسن تدريجياً “

وبعد انتظار لمدة 14 يوماً بدأ أنيس بإظهار أولى علامات الشفاء، حيث لم تكن هناك نوبات صرع، وأظهر التصوير بالرنين المغناطيسي تحسناً تدريجياً. ولكنه لم يخرج من دائرة الخطر فقد ظلّت علاماته الأخرى مرتفعة.

ووفقاً للدكتور نياز فقد كانت علامات شفائه إيجابية، كما أضاف الطبيب: “لقد منحتنا حالته الثقة وشحذت إيماننا بأننا يمكننا إنقاذه. لقد كان هناك ضوء في نهاية النفق المظلم، لذلك واصلنا الأدوية لعلاجه من الأعراض. وأخيراً ، وبعد 27 يوماً من استخدام أجهزة الإنعاش، تم نقل أنيس إلى غرفة “.

تم إنجاز نصف العمل فقط

لقد استنزف وجود أنيس لحوالي شهر على أجهزة الإنعاش جسده وعقله، ولذلك احتاج إلى مرحلة إعادة تأهيل طويلة الأمد بالإضافة إلى العلاج الطبيعي. وقد قام الأطباء بمراقبة ظروفه الصحية وفحصها باستمرار بحثاً عن مضاعفات أخرى.

وبعد 40 يوماً من الدخول إلى مستشفى أستر الشارقة ، أرسل الأطباء أنيس إلى المنزل، ولكنه كان عليه أن يواصل إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي لاكتساب القوة.

استغرق الأمر حوالي ثلاثة أشهر حتى عاد أنيس طبيعياً. والآن يمكنه التحدث بوضوح والسير بمفرده دون دعم.

الشفاء المعجزة

لقد كان شفاء أنيس معجزة للأطباء الذين عالجوه. وقال الدكتور نياز: “إن الحالة كانت صعبة للغاية، لكن أنيس مقاتلٌ لم يستسلم على الرغم من الكثير من المعاناة. وبالنسبة لي كطبيب، ستكون هذه الحالة واحدة من الحالات المرضية التي سأعتز بها إلى الأبد”. لقد أصبح أنيس الذي تم شفاؤه بالكامل أكثر صحة من ذي قبل، ويقول: “لا يمكنني أن أشكر الأطباء والفريق الطبي في مستشفى أستر الشارقة بما يكفي على رعايتهم ودعمهم المستمر طوال الرحلة إلى الشفاء. لقد وقفوا إلى جانب أسرتي وظلوا ركيزة دعم في هذا الوقت العصيب