زوار إكسبو يتعرفون أكثر على كرة القدم الأسترالية (رولز) ضمن الاحتفال باليوم الوطني لأستراليا

تعرف 100 طفل من جنسيات وأعمار مختلفة على قواعد كرة القدم الأسترالية (رولز) في فعالية رياضية نظمت بالتعاون مع أكاديمية بشار حولي في مركز اللياقة البدنية في إكسبو 2020 دبي.

وبحضور الحاكم العام لأستراليا ديفيد هرلي والمفوض العام الرسمي لجناحها في إكسبو 2020 دبي جاستن ماكغوان، زار اللاعب السابق في دوري كرة القدم الأسترالية بشار حولي المركز، بمشاركة 12 لاعبا، وعدد من المدربين و الإداريين في الأكاديمية.

وشارك حولي، الذي لقّب حولي بظهير كل الأستراليين، بعد فوزه بالدوري الممتاز عام، الأطفال في أداء تدريبات رياضية ومهارات خاصة بكرة القدم الأسترالية، وسط تفاعل كبير من جميع المشاركين.

ويدير حولي وهو ثالث مسلم يشارك في دوري كرة القدم الأسترالية الأكاديمية التي تحمل اسمه، وتقدم برنامجا عالي المستوى لمواهب كرة القدم الأسترالية لدعم اللّاعبين الناشئين، ويركز هذا البرنامج على تعزيز القدرات القيادية للّاعبين، وتوفير فرصة فريدة لصقل مهارات كرة القدم لدى الشباب المسلم.

هلا شرحت لنا رأيك في إكسبو 2020 دبي، وما الذي أنت بصدده اليوم؟

فتح وجودي هنا في إكسبو 2020 دبي عينيّ على حقيقة اجتماع 192 دولة معا في حدث دولي واحد لاستعراض بلدانهم وما يمكن أن تقدمه، وهو أمر رائع وجميل، أما سبب تواجدي هنا اليوم فهو لمساندة  دوري كرة القدم الأسترالية لدعم هذه الرياضة الرائدة في أستراليا، وإبرازها على الساحة العالمية.

كيف كانت تجربتك في إكسبو 2020؟

لم يكن لدي متسع من الوقت لاستكشاف إكسبو 2020 دبي بشكل كامل حتى الآن، ولكنني أتطلع إلى زيارة المزيد من الأجنحة قريبا، ولقد وجدت أن جناح أستراليا مميز جدا، حيث شعرت أنه يعرض الكثير من المعلومات من منظور ديمغرافي، فأستراليا مجتمع متعدد الثقافات وتعد أكبر جزيرة في العالم، كما أنها بلد متنوع، ولديه الكثير ليقدمه، بداية من الطبيعة المذهلة وخاصة في الأماكن النائية، ووصولا إلى مدينتَي ملبورن وسيدني الصاخبتين، اللتين تعجان بمختلف أنماط الفنون والثقافة، وأنا فخور بأن أقول إن أستراليا هي وطني.

نحتفي بموضوع الصحة واللياقة في إكسبو 2020، ماهي أفضل نصيحة تقدمها للناس للحفاظ على لياقتهم؟

من الضروري أن يسعى الناس للحفاظ على أجسامهم وعقولهم في حالة نشطة، وتخصيص وقت للتمرين، فثلاث ساعات في الأسبوع هي كل ما يحتاجون إليه، وهذا شيء أمارسه شخصيا، فعلى الرغم من أنني قد توقفت عن اللعب  على المستوى المهني الآن، إلا أنني لازلت أتمرن ثلاث مرات في الأسبوع، وهذا يكفي للحفاظ على لياقتي.

هل لاحظت حدوث أية تغييرات على لعبة كرة القدم الأسترالية الآن عنها حين كنت تحترفها؟ لطالما كنت محظوظاً للغاية بقدرتي على ممارسة اللعبة على أعلى مستوى لمدة 15 عاما. وأجل، لقد شاهدت العديد من التغيرات التي طرأت على اللعبة بأكملها، فيما يتعلق بقواعدها وثقافتها. لقد حصل تحول بالنسبة لي على المستوى الشخصي، من منظور تعدد الثقافات، وكيف تحولت اللعبة لتصبح الرياضة الأبرز التي تفتح أبوابها للجميع من مختلف مشارب الحياة، وتشملهم، ولا يغير من هذه الحقيقة إن كنت مسلما أو أفريقيا. لعبتنا هي الرمز الأسمى لمفهوم الشمولية والتنوع، فنحن نقبل الناس على اختلاف مشاربهم، ولذا، حين يذهب الناس لمشاهدة مباراة كرة القدم، يشعرون بالشمولية والدعم، وأنهم جزء من الثقافة الأسترالية.

كيف كانت تجربة اللعب بدون جماهير؟/وكيف كانت أجواء اللعب أثناء كوفيد-19؟

كوفيد-19 كان نداء كبير للصحوة على المستوى العالمي، ولا شك أن الأمور تغيرت، من لعب مباراة أمام آلاف المشجعين إلى مباراة بدون حشود، مما جعل لعب مباراة أمام خصم تبدو وكأنها حصة تدريبية. ولكن الناس تعتاد الأمور، مثل كل شيء تعتاده في هذه الحياة، ويصير الغريب أمرا عاديا وجديدا، ولقد أنهينا الموسم بالفوز بمباراة نهائية كبيرة بدون جمهور، أو حتى حشد قليل منهم، وفي ذلك حكمة تظهر أن عقلية الإنسان مهمة للغاية.

حدثنا عن طريقة تفاعل المعجبين معك حين بدأت اللعب كأول لاعب مسلم متدين في الدوري الأسترالي؟

أتذكر مباراتي الأولى عام 2007 عندما خرجت الجالية اللبنانية عن بكرةِ أبيها لدعمي. كنت أول مسلم متدين يلعب في الدوري الأسترالي لكرة القدم آنذاك، وكان ذلك حدثاً هائلاً لمجتمعنا. وقتها تصدرتُ عناوين الأخبار الرئيسية، وربما نال الأمر اهتماماً أكبر مما يجب. ولذا، كانت تلك اللحظة حين ركضت على أرض الملعب لحظة غامرة للغاية، وفي رأيي كانت الرسالة المهمة أنه مهما حققت في حياتك، من المهم للغاية الحفاظ على قيمك. كنت مسلماً مؤدياً لشعائر ديني، وفي أثناء اللعب كنت اللاعب المسلم الوحيد آنذاك. لذا، كان من المهم جدا بالنسبة لي الحفاظ على قيمي. كان بإمكاني أن أنأى بنفسي بعيداً عن كل المتاعب بسهولة، عبر محاولة التأقلم مع الآخرين، مع بقية المجتمع، ولكن الحفاظ على صلتي بالله، تعالى، كان أمرا هاما جدا بالنسبة لي.

وما هي خططك المستقبلية؟

أكرّس وقتي وجهدي حاليا لمؤسستي التي تدير برامج من أجل الشباب، فنحن نتفهم التحديات التي يواجهها شبابنا اليوم في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي، وسهولة وصولهم إلى كل شيء تقريباً. وتعمل البرامج التي تديرها المؤسسة على بناء المهارات القيادية، وتشجيع الشباب المسلم على التمسك بهويتهم الإسلامية والحفاظ عليها، وأنا متحمس لجلب المزيد من الأطفال المسلمين الصغار ليكونوا ضمن منظومة دوري لكرة القدم الأسترالية، لكن وكما هو الحال في كل شيء في الحياة، فإن الوصول إلى القمة صعب، ويتطلب الكثير من العمل الجاد والمكثف، والتفاني، والالتزام وهو ما سأحاول إيصاله للأجيال الجديدة من لاعبي كرة القدم الذين يحتضنهم البرنامج.